التواضع..

<<<<<<<<< معنى التواضع >>>>>>>>>

وللتواضع معنيان:

المعنى الأول:
أن تستسلم للحق وتقبله من أي انسان جاءك منه هذا الحق.
فمن الناس من لا يقبل الحق، الا اذا كان ممن هو أكبر منه. فاذا كان الحق ممن هو أصغر أو أدنى منه مانة، فلا يقبله أبدا.. ولكن التواضع غير ذلك، فاستسلامك للحق وقبولك له يكون من أي انسان.. الفقير والغني، القوي والضعيف، العدو والصديق.. هل أنت منهم؟ هل تستسلم للحق وتقبله من أي انسان؟

والمعنى الثاني للتواضع :
أن تخفض جناحك للناس، ومعنى تخفض جناحك: أي تعامل الناس بلين ورقة أيّا كانوا... الخادم والمستخدم، الشريف والوضيع، الحقير والعظيم.. فهل تستطيع أن تعامل كل البشر بمنتهى العطف.. بمنتهى الرقة.. بمنتهى الحنان؟


<<<<<<<<< فضل التواضع >>>>>>>>>

يقول النبي صلى الله عليه وسلم:" ما تواضع أحد لله الا رفعه الله"
فانك ترى الانسان كلما تواضع كلما ازددت له حبا ( انه تواضع لله، فرفع الله مكانته وأعلى شأنه).
العكس صحيح.. فكلما تكبر الانسان بغضه الناس، ونزلت مكانته عندهم.. أما تحب أن يرفع الله شأنك..!؟ أسمعك تقول: نعم، اذا عليك بالتواضع.

يا الله..! أعلى عليين؟
يقول النبي صلى الله عليه وسلم:" من تواضع لله درجة رفعه الله درجة حتى يبلغ أعلى عليين، ومن تكبّر على الله درجة وضعه الله درجة حتى يبلغ أسفل سافلين"

يقول النبي صلى الله عليه وسلم: يقول الله تبارك وتعالى:" من تواضع لي هكذا" وظل النبي صلى الله عليه وسلم يشير بباطن كفه الى الآرض ويهوي به الى الأرض ( يقلون فظل يخفض يده للأرض حتى ادناها الى الأرض) " رفعته هكذا". وقلب ظهر كفه الى السماء حتى جعله في السماء.

يقول النبي صلى الله عليه وسلم:" لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر" اسأل نفسك الآن.. هل في قلبك مثقال ذرة من كبير؟. فيوم القيامة تأتي بصلاة وصيام وزكاة، وحج وأعمال صالحة و .. لكن فيك كبر فلا تدخل الجنة، فاصلح نفسك.. وابدأ في التغيير.

يقول الله تعالى في وصايا لقمان لابنه:
{ ولا تصعّر خدك للناس ولا تمشي في الأرض مرحا} ، فما معنى تصعّر؟
الصعر: مرض يصيب الابل، حين يصيبها، في رقبتها، فلا تستطيع أن تعيد رقبتها مرة أخرى، فتمشي هكذا ( تلوي رقبتها).
انظر الآن الى التشبيه القرآني البديع.. أشعر أنكم الآن تتخيلون المشهد


<<<<<<<<< ولكن.. كيف نتخلق بخلق التواضع..!؟ >>>>>>>>>

أولا: اعرف ربك

ومن الأشياء المعينة على التواضع أن تعرف ربك وتشاهد جلاله في خلقه.. وتعلم أن ربك قدير.. وأنه نعمه لا تحصى.. واشعر بغناه من فقرك.. وبقوته من ضعفك.. وبعزه من ذلك.

ثانيا: التدريب العملي

وبعد أن عرفت ربك.. هيا طبّق ما قرأته عمليّا.. فابدأ من الآن وكل مع الموظفين البسطاء مرة، كلي مع خادمتك مرة، نظف بيتك، اغسل الأطباق، قبّل يد أبيك وأمك، اذهب لأقاربك الفقراء، واسأل عنهم، لا تستهزئ بأحد أيا كان، احمل الحقيبة الثقيلة عن جارك وأوصله الى البيت، لا تفرح بمن يمدحك، لا تغضب ممن يسيء اليك، تودد لمن هو أقل منك في المستوى الاجتماعي، سلم على بوّاب العمارة واسأله عن صحته وأخبار أولاده.. الخ.. اللهم ارزقنا التواضع