خيال مآتة ...

خيال مآتة
واحد من ضمن عشرات الخيالات ..
الذي ظل صامتا لسنوات ...
بالرغم مما وجه اليه من تساؤلات ...
وكم تمنى يوما ان يسقط
او ان تاتي لحظة الممات ...

لم يابه لوجه الحياة وهو يتبدل من حوله
ولم يهتم لتلك التغيرات ....
ظل واقفا في مكانه لايحرك ساكنا
سوى اخافة بعض الحيوانات...

مرت عليه الايام والاحزان
وراى كثيرا من الاحوال والحالات ...

وذات يومٍ شديد المطر
انهالت على وجهه القطرات ...
فغسلت ماكان يعتريه من القاذورات ..
وتغلغلت داخل روحه لتغسل مابداخل تلك الذات ..
صفعته الرياح بقوة وكادت ان توقعه من مكانه
ولكنه حاول التشبث وغرس عصاه الخشبية في طين الواحات ...
ولم يجدي ذلك نفعا وظن انه حانت لحظة الانفلات ...
ولكن القدر ارسل طفلا لينقذه لم يتجاوز تسع سنوات ...

جلس الصبي بجواره حتى هدوء العاصفة
وتامله بعمق ثم تساءل في حيرة بعد التفات ...
لماذا سموك خيال ماتة ؟؟؟
ومن الذي وضعك هنا ؟؟
ولماذا انت بالذات ؟؟

لم يشا ان يرد او يجيب التساؤلات ...
ولكن الالحاح في عين الصبي اثار
به بعض الشفقات ...

فتنهد بعمق وقال :
لقد كنت يوما شابا كثير القدرات ..
ولكن تكاتف علي الزمن والالم والحزن والظلم
ولفترة من الزمن حاولت مقاومتهم ولكني بعد فترة
فقدت ذلك الثبات ...
ومكثت تحت جذع شجرة عدة ليال قاسيات ..
انتظرت ان يساعدني احدهم او يدلني او يواسيني
ولكن هيهات هيهات...
فقد تركوني هناك حتى ارهقني الجوع والعطش
حتى هيء لي انه الممات ...
واخيرا راني فلاح طيب واعطاني بعض المساعدات ...
اعطاني بعض القش ومجموعة من الاعواد...
ولضعفي الشديد لم اعرف كيف استفيد من هذه الاشياء برغم الكثير من المحاولات

ومن فرط الجهد سقطت في غيبوبة وافقت بعد ساعات ..
لاجدني محشوا بالقش ولي ذراعان خشبيتان ..
وساق واحدة غرسوها بين النباتات ..

ووجهي رسموا له ضحكة بهلوانية لتسخر منه الفتيات ..
وهكذا هو خيال الماتة ... بقايا انسان... وحطام ...وفتات....