من المتعارف عليه دائما ًأن تهاجر الطيور في فصل الشتاء بحثا ً عن البيئة المناسبة للتعايش أو بحثا ً عن الطعام المناسب أي أنها تهاجر من أجل معيشة أفضل ؛ وعلى طريقة الطيور المهاجرة نجد أن هناك لاعبين مصريين هاجرو إلى أوروبا في الصغر ربما بحثا ً مع أسرهم عن حياة أفضل وربما بحثا ً عن فرصة التواجد في نادي أوروبي كبير يحقق أحلامهم الكروية لهم ولبلدهم بكل تأكيد .
وكم من المتاعب تواجه هؤلاء اللاعبون حتى يتأقلمو على المناخ الجديد والحياة المختلفة تماما ً فبعضهم هاجر إلى القارة العجوز لكي يمارس كرة القدم كنجمنا المصري محمد زيدان الذي يعد أحد أبرز اللاعبين الذين ذهبو إلى أوروبا على طريقة الطيور المهاجرة وبالفعل نجح وبإيمانه بقدراته كان له ما أراد وهو ما سنسرده خلال بعض السطور القادمة.
والبعض الأخر هاجر مع أسرته بحثا ًعن فرص للعمل والتجارة أو عن ظروف حياة أفضل فى القارة الزرقاء ليجد نفسه يبدأ اللعب مع الكرة وهو لم يتجاوز سنته العاشرة فى أندية أوروبية ومع مدربين أوروبيين لهم باع طويل وخبرة عريضة مع كرة القدم كنجمنا المصري الأصل والإيطالي الجنسية ستيفان الشعراوي الذى لم يكمل عامه السابع عشر بعد وكنجمنا المصري الأصل والسويدي الجنسية رامي شعبان وغيرهم من النجوم الذين هاجرو بنفس الفكر ونفس الطريقة
وهؤلاء النجوم سيكونو محور حديثنا الأن عندما نتكلم عن هجرة اللاعبين المصرين إلى أوروبا وإلى أي مدى تستفيد منهم الكرة المصرية .....
وبما أن أبرز هؤلاء الطيور المهاجرة ؛ عفوا ً أقصد اللاعبون المهاجرون هو محمد زيدان ولعل قصته هيا الأكثر تشويقا ً والأكثر دراما ! فسوف نبدأ بالإسترسال فيها .
محمد زيدان هذا الفتى الصغير الذي لم يتجاوز عامه السابع عشر بعد أن تخلى عنه الحظ والتوفيق للعب لأي نادي في مصر بعد إنتهاء مشواره قبل أن يبدأ مع المصري البورسعيدي قرر أن يرحل مع والده الذي كان يعمل في قطع غيار السيارات إلى الدانمارك فربما يستطيع أن يلعب الكرة هناك وبالفعل تلعب الصدفة دوراً مهماً في حياة النجم المصري زيدان لينضم إلى نادي كوبنهاجن الدانماركي الذي ينافس في الدوري الممتاز هناك ومن هنا بدأ بزوغ نجم بلون مختلف فى سماء الكرة الدانماركية بوجه عام وليس داخل أروقة ناديه فقط .! نجم لونه مصري بالنكهة الأوربية وبالمهارة البرازيلية وحقق زيدان نجاح غير عادي في الدانمارك حفز المسئولون هناك من عرض فكرة لعب محمد زيدان للمنتخب الدانماركي ليرفض وقتها زيدان ويأخذه حنين العودة من جديد للأرض التي طالما عشقها ولكنه سيعود هذه المرة وهو واحداً من أفراد المنتخب المصري الأول ويا له من حلم كان يراود الفتى الصغير وهو يركل الكرة مع صغار نادي المصري البورسعيدي ؛ وبالفعل عاد زيدان لمصر رافضا ً أن ينضم لمنتخب الدنمارك بطل أوروبا 1992 ولاقى ترحابا ً وحبا ً شديدان بعد أن عاد ليمثل مصر بعد رحلة كفاح مليئة بالنجاح داخل قلب القارة الأوروبية مهد كرة القدم فى العالم .
وهكذا استطاع زيدان أن يعود من رحلته الأوروبية بالنجاح ويفيد المنتخب المصري ويفوز معه بأول بطولة دولية له فى كأس الأمم الأفريقية بغانا 2008 هذه البطولة التي أعلنت عن محمد زيدان كأحد الأساطير المصرية التي حملت الذهب في البطولات الكبيرة.
وظهر واحداً من هذه الطيور المهاجرة على الساحة منذ فترة قصيرة هذا الصغير الذي قطع والده منذ ثلاثة عقود البحر المتوسط منتقلاً من الأسكندرية إلى جنوه المدينة الإيطالية الشهيرة ليمارس عمله وتجارته هناك فى بلاد الطليان ؛ ليتزوج من سيدة إيطالية تنجب له ابنا ً قد يكون خليفة ديل بيرو في إيطاليا أو خليفة محمود الخطيب فى مصر ! ؛ هذا الإبن من أب مصري وأم إيطالية كان يداعب الكرة عندما كان صغيراً ولعشق والده "شعراوي" لكرة القدم قرر أن يفتح الطريق أمام موهبة إبنه "إستيفان" وهذا هو إسمه في إيطاليا أو" كريم" وهذا هو إسمه المصري ليلتحق ستيفان بنادي جنوه الإيطالي وهو لم يتجاوز عامه الحادي عشر وبالطبع فإن نادي جنوه من الأندية الكبيرة في إيطاليا ودائما ما يلقى ناشئوه متابعة جيدة من المتابعين للكرة الإيطالية وتألق ستيفان مع ناشئو جنوه مما أثار إهتمام المدير الفني لمنتخب إيطاليا للناشئين تحت 17 عاماً لضمه وبالفعل إنضم ستيفان للمنتخب الإيطالي وشارك وتألق وأحرز أهداف وتمت مكافئته بإرتداء قميص العظماء فى المنتخب الأزرق وهو القميص رقم 10 الذي ارتداه ديل بيرو وفرانشيسكو توتى وروبرت باجيو وغيرهم من الأساطير الإيطالية ؛ ولكن مع أول ظهور للإهتمام المصري بنجم ناشئين جنوه والمنتخب الإيطالي والتي بدأ موقعكم "إي بي أرينا" مهمة توصيل هذا النجم إليكم وإلى الإعلام وبالفعل نجحنا فى ذلك وأصبح هناك مطلب جماهيري بعودة كريم ليلعب لمنتخب مصر بطل أفريقيا تاركا ً منتخب إيطاليا بطل العالم ؛ فتراجع كريم ووالده وأعادو التفكير في مسألة انضمام كريم لمنتخب إيطاليا .
وأعلن كريم عن تمنيه أن يعود إلى مصر مجدداً حتى لو وقفت الظروف حائلاً بينه وبين إنضمامه لمنتخب مصر وأعلن والده عن عشقه وعشق إبنه لمصر وظهر من كلامهما أنهما تمنو أن يعودا يوماً لأرض الشرق أن يعودا إلى ضفاف النيل ليذوقو نجاحهم فى الخارج بعد أن نجحو في أهدافهم فى الهجرة بالضبط كما تفعل الطيور المهاجرة عندما تنتهى من أهدافها التي هاجرت من أجلها .
ويبدو أن المشاكل على جانبي طريق عودة كريم ليمثل منتخب مصر لأنه مقيد في الإتحاد الأوروبي في قائمة المنتخب الإيطالي للناشئين حتى صيف 2009 فعلينا أن ننتظر الصيف القادم لنرى هل يمهل القدر كريم أن يعود إلى موطنه الأصلي ويمثل منتخب مصر أم أنه سيظل ستيفان نجم منتخب إيطاليا .!
وإذا سردنا كل التفاصيل عن اللاعبين المصريين الذين هاجرو إلى أوروبا فسنجد أن منهم من عاد بالفعل مثل زيدان وأن منهم بدأ رحلة العودة مثل كريم أو ستيفان ومثل نجوم مصريين أخريين أمثال رامى رفعت الذي عاد للمنتخب المصري رافضاً نظيره الدانماركي و نجوم مصريين أخريين سوف نكشفهم لكم في إطار خطة الموقع في البحث الدائم عن المواهب المصرية المهاجرة في كل أنحاء العالم .
وبطبيعة الحال إذا نقبنا وبحثنا في كل البلاد والدوريات الأوروبية سنجد المصريين المهاجرين في كل مكان ولكن لابد أن تتخصص جهة في إتحاد الكرة المصري بمتابعة المصريين الذين يلعبون خارج حدود الوطن للإستفادة بهؤلاء النجوم وليشعرو بأنهم مطلوبون في بلدهم بدلاً من أن يشعرو أنهم متجاهلون داخل مصر لنرى بعد ذلك نجوم مصريين في منتخبات أوروبية كبيرة ووقتها سنبدأ فى تخصيص لجنة لمتابعة المحترفين خارج مصر والعناية بهم .!
وفى النهاية أود أن أشكر كل من تحدى الظروف واستطاع أن يعود من هؤلاء اللاعبيين ليثبت ولاءه وإنتمائه لمصر وأيضاً أشكر اللاعبون الذين تمنو من قلبهم أن يعودو وحالت الظروف بينهم وبين رحلة العودة